هذه احد الرحلات الاستكشافية لمنطقة الربع الخالي الواقعة في شرق هجرة حرض و التي تعتبر مصب (دلتا) وادي السهباء العظيم في العصور الغابرة و ما يدلل على ذلك هو طبيعة الارض المنبسطة المغطاة بصخور الحصباء مع وجود آثار لبحيراة قديمة.
للمزيد عن وادي السهباء يرجى الاطلاع على موضوع شبه الجزيرة العربية.
وفرة المياه الجوفية في منطقة حرض و الذي على أثره تكثر بها المشاريع الزراعية الضخمة دليل آخر على ان المنطقة كانت تشكل مصب لنهرعظيم في العصور السابقة و قد اثبتة اختبارات التأريخ الكربونية للمياه في تلك المنطقة بأن عمر تلك المياه يعود الى ما يزيد عن عشرة آلاف سنة.
لم يكن أستكشاف تلك المنطقة و التعرف على طبيعتها الهدف الاوحد لأعضاء الرحلة بل البحث عن ما يطلق عليه بـ “الالماس العربي” و الوصول الى احد نقاط تقاطع خطوط الطول بخطوط العرض في تلك المنطقة (N24 00 00 E50 00 00). الالماس العربي هو عبارة عن صخور صغيرة شفافة جدا و شديدة البياض بحيث تبدو للوهلة الاولى كأنها الماس. هذا النوع من الصخور اضافة الى صخور اخرى ملونه و مستديرة الشكل تكثر عادتا في مصبات الانهار.
مدة الرحلة كانت يومي نهاية الاسبوع أبتدائا من صباح يوم الخميس و انتهائا بيوم الجمعة حيث أمضت المجموعة جل يوم الخميس في البحث عن “الالماس العربي” و تفحص الصخور الملونة ذات الاحجام المتعددة و المتناثرة وكأن السماء قد أمطرتها على سطح الارض. بعض اعضاء الرحلة و من شدة اعجابه بتلك الصخور الملونة و جمال استدارتها و نعومة ملمسها أخذ بجمع ما يحلو له ليس فقط للذكرى بل لأشتمام عبق التاريخ من خلالها.
قبل نهاية يوم الخميس توجهت المجموعة بأتجاه الهدف الآخر و هو نقطة تقاطع خطوط الطول بخطوط العرض في تلك المنطقة (N24 00 00 E50 00 00) و البعيد نسبيا مما استوجب التخييم في أنسب مكان بين الكثبان الرملية. بعد قضاء ليلة الجمعة بين الكثبان الرملية انطلقت المجموعة بأتجاه الهدف متجاوزة الكثير من الكثبان الرملية و الرباضات التي كانت تكثر في تلك المنطقة. الكثير من الابل كانت تجول بين الكثبان الرملية و في بعض الاحيان متوقفة للرعي في طريق مرور المجموعة مما يضطر المجموعة احيانا تغيير مسارها لتجنب افزاعها. بعض الاحيان تتوقف المجموعة أما للتصوير أو ألتمتع بمشاهدة الالبل لكن ذلك التصرف لم يمر بسلام أذ تبع المجموعة أحد الرعاة البدو بسيارته و استوقف المجموعة و هو في شدة الغضب مستنكرا عليهم أفزاعهم للأبل. بعد تهدئة البدوي من قبل أحد المشاركين العرب تم الأعتذرت بأسم المجموعة و ابلغ بأن المجموعة لم تكن تقصد افزاع الابل.
واصلت المجموعة الطريق حتى وصول النقطة المقصودة دون أي مصاعب أو مشاكل و تم تأكيد ذلك بأجهزة تحديد المواقع و تصوير الحدث من أجل توثيقه في موقع http://confluence.org/confluence.php?lat=24&lon=50 المهتم بتوثيق الوصول الى نقاط خطوط الطول و العرض.
من تلك النقطة سلكت المجموعة طريق العودة في ضل اجواء هادئة بين كثبان و مسطحات رملية غاية في الجمال و ممتعة للقيادة مرورا بالكثير من مخيامت البدو التي تستوطن تلك المناطق في ذلك الوقت من السنة حتى وصلت الطريق المعبد الواصل بين حرض و طريق البطحاء.
Leave a Reply