الى الشرق من واحة الاحساء و تحديدا عند N25 32 18.3 E49 48 15.4 تقع احد اهم البحيرات المائية التي تدعى “بحيرة الاصفر” و هي عبارة عن تجمع مائي صناعي ناتج عن تدفق فائض مياه الري لمزارع و بساتين و احة الاحساء الكثيرة. بسبب الموقع المنخفض نسبيا لتلك المنطقة مقارنة ببقية الواحة فقد يسر لأدارة مشروع الري الصرف الزراعي بألاحساء الأستفادة من ذلك الانحدار لتصريف المياه الفائضة للمزارع و البساتين عن طريق شق قنواة الصرف بين و خلال المزارع و تجميعها في مصب رئيسي يصب في تلك المنطقة.
وفرة المياه في واحة الاحساء كان له الاثر الكبير في سرعة تكون تلك البحيرة و اتساع رقعتها لكن يجب الا نغفل عامل آخر في تكونها و هو قربها النسبي من الخليج. فتلك المنطقة تعتبر ارض منخفضة و مشبعة بالمياه مكونةً الكثير من السبخات التي تمتلئ و تجف في اوقات مختلفة من السنة.
ايضا و مما يؤسف له استخدمت بحيرة الاصفر كمصرف لمياه الصرف الصحي و تصريف مياه الامطار لفترة من الزمن حتى استكمال مشروع إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بالاحساء و لربما كان ذلك هو سبب اطلاق اسم “الاصفر” على البحيرة.
لا يوجد رقم دقيق لطول البحيرة بسبب تغير مساحتها في فترات مختلفة من السنة و بحسب كمياة المياه الواصلة اليها الا انه يقال بأن طولها قد يصل العشرون كم كما ان تشكلها كخلجان متغيرة الشكل و الطول يجعل من حساب عرضها بالامر الصعب، لكنها بصورة عامة تعتبر كبيرة.
يحيط بالبحيرة الكثير من النباتات و الاعشاب المائية و بصورة كثيفة في بعض المناطق كنبات السرخس مما جعلها مرتع للكثير من الطيور المحلية و محطة استراحة للطيور المهاجرة مما جعل البحيرة ليس فقط قبلة للمتنزهين بل مصدر ترفيه و مغامرة لهواة صيد الطيور في مواسم الهجرة. كما يوجد بالبحيرة انواعة متعددة من الاسماك المائية التي تكاثرت بصورة كبيرة جدا لعدم اصديادها لاسباب مختلفة.
على الرغم من وجود البحيرة في منطقة مفتوحة من جميع الجهات الا انه يوجد كثيب رملي واحد مرتفع نسبيا من الجهة الشمالية يطل على البحيرة و هو افضل مكان لألقاء نظرة بناورامية على البحيرة بحيث يمكن للمشاهد ان يرى حدود البحيرة من جميع الجهات و الاستمتاع بمشهد لا يكاد يصدق بأنه في واحة الاحساء التي تحيط بها الرمال من كل جهة.
الوصول الى البحيرة ليس بألامر السهل و يتطلب الكثير من الحذر و الحيطة فجميع الطرق المؤدية للبحيرة اما عبارة عن كثبان رملية أو سبخات مما يستلزم استخدام سيارة الدفع الرباعي … و حتى تلك قد لا تنفع في حال السبخات المشبعة بالمياه.
يمكن للبحيرة أن تستغل كمعلم سياحي و مصدر ترفيهي للمواطنين و السياح على حد سواء خصوصا في فصلي الشتاء و الربيع لكن لا يمكن لذلك أن يتحقق الا بأهتمام المسؤلين و أصحاب القرار.
Leave a Reply